تجمهر العشرات من خريجي كلية الطب بجامعة وهران والذين اجتازوا مسابقة التخصّص للالتحاق بصفة طبيب مقيم التي أجريت بتاريخي 17 و18 من الشهر الجاري، أمس، أمام مقر إدارة الكلية تعبيرا منهم عن استيائهم ورفضهم لنتائج المسابقة التي نشرت مؤخرا والتي فاز فيها أزيد من 400 طالب من مجموع 1300 طالب مترشح اجتاز هذه المسابقة التي أجريت فقط بوهران، تلمسان وسيدي بلعباس بولايات الغرب الجزائري. وأكّد الطلبة في تصريحهم لـ"الحياة" أنهم يطالبون كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف بإيفاد لجنة تحقيق عاجلة للتحقيق في نتائج المسابقة، وإلغائها بعدما رفضت إدارة كلية الطب بجامعة وهران قبول الطعون، بحكم أنّ القانون التنظيمي للمسابقة ينص على عدم قبول أي طعن في نتائجها والقبول بها.
وكشف الطلبة الذين لم يتمكنوا من النجاح و آخرين من المتفوقين بأنهم تفاجئوا بورود اسم ابن عميد الكلية ضمن الناجح الأوّل في المسابقة بمعدل فاق الـ18 من 20، وورود اسم ابنة أخ عميد الكلية في المرتبة الخامسة لهذه المسابقة، وهو الأمر الذي لم يتقبله الطلبة الذين شكّكوا على ذمتهم في نزاهة هذه المسابقة، وهدّدوا بالدخول في حركة احتجاجية واسعة النطاق، فيما أكّد ممثل عن الطلبة أنهم توجّهوا لمنظمة تابعة للكلية تدافع عن طلبة الطب والصيدلة فقط، لأجل رفع دعوى قضائية ضد عميد كلية الطب والإدارة ممثلة في الأساتذة والدكاترة الذين أشرفوا على هذه المسابقة التي طالبوا بإلغائها.
وكشف الطلبة أنّ أحد الناجحين ضمن مسابقة التخصص في الطب هو ابن مسؤول كبير وبروفيسور شهير أخفق 3 مرّات في نيل شهادة البكالوريا وعند نجاحه فقد تحصّل على معدل 10 من 20 وهو المعدل الذي لا يمكنه مطلقا من الالتحاق بتخصص الطب أو الصيدلة الذي يشترط معدلا يتراوح بين 15 و16 من 20، حيث قام والد هذا الطالب الذي ورد اسمه ضمن المتفوقين بهذه المسابقة من الالتحاق بكلية الطب و التسجيل بأحد الجامعات بدولة السنغال، ليقوم والده باستعمال نفوذه من تحويله للتسجيل بكلية الطب بوهران مجدّدا ليتخرج بصفة عادية ويشارك في هذه المسابقة الخاصة بالتخصّص للالتحاق بصفة طبيب مقيم، ويفوز بمعدل جيد جدا.
الجدير بالذكر هو أنّ كلية الطب سبق وأن تفجّرت بها فضيحة أفريل من سنة 2012 على تفجير فضيحة تسجيل أبناء أساتذة بمعدلات ضعيفة البكالوريا واستفادتهم من تضخيم النقاط بالامتحانات، بالإضافة إلى اللجنة الوزارية التي حلت بتلك الآونة بجامعة وهران، بكل من كلية الطب والحقوق والعلوم السياسية والتسيير والعلوم الاقتصادية والتي كشفت فضيحة تزوير شهادات البكالوريا التي زلزلت عرش أعرق الجامعات الجزائرية، من خلال تسجيل عشرات الطلبة بشهادات بكالوريا مزورة بكلية الطب والحقوق والتسيير والإقتصاد، وهي القضية التي فصلت فيها محكمة وهران وكذلك الغرفة الجزائية بمجلس قضاء وهران من خلال إدانة عدد من المتورطين والطلبة.
من جهتها قامت "الحياة" بالتوجه نحو مكتب عميد كلية الطب بوهران البروفيسور شراك لكننا لم نجده بمكتبه وانتظرنا لعدة ساعات، لكن مصدر من الإدارة أكد لنا أن له عملا بالمستشفى وذلك لمحاولة أخذ وجهة نظره في اتهامات الطلبة بتمكين ابنه وابنة أخيه من النجاح ضمن قائمة المتفوقين.